بيت لحم -
معا - كتب ابراهيم ملحم - بينما كانت القوات الاسرائيلية تضيق الخناق على
المقاتلين الفلسطينيين في خيمتهم الاخيرة بيروت ،عام اثنين وثمانين ،خرج
العقيد" صاحب الراي الرشيد"،ليسدي نصيحة للمقاتلين المحاصرين ،بالانتحار
وسط ذهول المقاتلين الذين كانوا يسجلون واحدة اكبر ملاحم البطولة في
مدينة كل شيء فيها قابل للانفجار ،وفي مساحة جغرافية مكتظة بالعمارات
السكنية ما شكل نقطة ضعف في جدار المقاومة التي اثرت الخروج من الخيمة
حقنا لدماء المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين
خرج الفلسطينيون
من بيروت المضرجة بالدخان والدموع والدماء ،بعد ان اشهدوا العالم على بطولة
قل نظيرها وصمود اسطوري،جعل فيه المقاتلون "كل متراس بلد" حتى قيلت فيه
الملاحم الشعرية ،بينما كانت دموع اللبنانيين تغطيهم وابواب العواصم
العربية والعالمية تتسابق لاستقبالهم .
وبينما خرج صاحب خيمة
بيروت محفوفا بمديح الظل العالي وبدموع الاهالي الذين احتضنوه واحبوه ، الى
القدس التي راها قريبة بينما كان العقيد يراها بعيدة،وقضى شهيدا شهيدا في
رحابها ، ها هو صاحب الخيمة والخيبة يحاصر في خيمته وخيبته الاخيرة مذموما
مدحورا لانصيب له من اسمها العزيز محفوفا بغطرسة وظلم مقيم في البلاد
والعباد لاكثر من اربعة عقود سام فيها الليبيين سوء العذاب .
فها
هو الملك السعيد صاحب الرأي الرشيد في الخيمة الاخيرة، يواجه الاختبار
الاصعب في حياته متسلحا بغطرسته ودمويته تجاه شعبه الذي انتفض عليه بعد ان
عيل صبره من جنون العقيد وجنوحه .
لن يستطيع العقيد "صاحب الراي
الرشيد" ان يحاصر حصاره فقد سقط القناع عنه وعن المتغطرسين من قبل ومن
بعد بعد ان اطاعوا رومهم واضاعوا روحهم لاربعة عقود خلت.
لا ننصح
العقيد "صاحب الراي الرشيد" بالانتحار ولا ننصح الثوار بقتله بل بالقاء
القبض عليه وعلى زبانيته ،لنراه يساق مخفورا الى قفص الاتهام في محكمة
عادلة للقصاص منه .
وكما قالت ام سعد في رائعة غسان كنفاني "..خيمة عن خيمة بتفرق".... انه مكر التاريخ ..."فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر" ؟ !!
.....سقط القناعُ
عَرَبٌ أَطاعوا رُومَهم
عَرَبٌ وباعوا رُوْحَهُم
عَرَبٌ.. وضاعوا
سَقَطَ القناعُ.........
......يجبُ انهيارُ الأنظمةْ
يجب انتظارُ المحكمةْ
من رائعة الراحل الكبير محمود درويش مديح الظل العالي