القدس- معا-
استقبل خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما في شهر حزيران عام 2009 في جامعة
القاهرة بالتصفيق الحاد، لما حمله من تصور لكيفية تعاطي الادارة الامريكية
في مواضيع الشرق الاوسط خاصة الموضوع الفلسطيني، لدرجة وصلت عند بعض
المحللين بالقول "ان ولاية الرئيس الحالي سوف تحمل انهاء الصراع الفلسطيني-
الاسرائيلي والاعلان عن ميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة".
وبعد
مرور سنتين و3 أشهر على هذا الخطاب عاد نفس الرئيس الامريكي ليلقي خطابا في
الامم المتحدة، فهل اختلف الرئيس الامريكي ؟ وهل اختلفت سياسة الادارة
الامريكية ؟ واين ذهبت الوعود التي اطلقها ؟ وحتى نستطيع الاجابة على هذه
التساؤلات نضع مقارنة بين الخطابين في اهم الموضوعات.
المستوطنات:
خطاب يوم امس امام الامم المتحدة لم يأت على ذكرها نهائيا، في خطاب
القاهرة الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية المستوطنات، وجاء الوقت لوقف
الاستيطان.
العودة لحدود 67: خطاب الامم المتحدة لم يأت على
ذكره، اما في خطاب القاهرة حدود دولة فلسطين ودولة اسرائيل يجب ان تحدد على
اساس حدود عام 67 مع تبادل للاراضي.
الرؤية بما يتعلق بالدولة الفلسطينية:
خطاب الامم المتحدة، اننا ننتظر ان نرى الشعب الفلسطيني يعيش في دولته
المستقلة، اما في خطاب القاهرة، لا يمكن ان تستمر معاناة الشعب الفلسطيني
المستمرة منذ 60 عاما ، ويتعرض الشعب الفلسطيني لهذه المعاناة نتيجة
لاستمرار الاحتلال، وهذا الامر غير مقبول نهائيا، والولايات المتحدة لن
تبخل بأي جهد لاعطاء الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم.
العلاقات مع اسرائيل:
خطاب الامم المتحدة، لن نسمح بالمساس نهائيا بالضمانات الامريكية لامن
اسرائيل، والعلاقات مع اسرائيل عميقة جدا، اما في خطاب القاهرة، العلاقات
بين الولايات المتحدة واسرائيل جيدة جدا، ومن الصعب جدا ان تتضرر.
الضمانات الامريكية لامن اسرائيل:
خطاب الامم المتحدة، اسرائيل محاطة بجيران خاضوا معها حروب ويهددونها
بالحرب، لذلك كل اتفاقية سلام يتم التوصل لها يجب اخذ احتياجات اسرائيل
الامنية في هذه الاتفاقية، وان اسرائيل تتعرض باستمرار وعلى مدار اليوم
لتهديدات امنية، اما في خطاب القاهرة فقد اشار اوباما الى ان الحل الوحيد
للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني يكمن في حل الدولتين، وسيعيش الفلسطينيون
والاسرائيليون في هاتين الدولتين بسلام وامن.