نيويورك-
وكالات- لجأت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي يوم امس
الثلاثاء الى حق النقض "الفيتو" ما حال دون تبني مشروع قرار للدول الغربية
يهدد النظام السوري بـ "إجراءات محددة الأهداف" على خلفية القمع الدامي
للتظاهرات المناهضة له.
وصوتت تسع دول مع القرار في حين صوتت روسيا
والصين ضده، الأمر الذي حال دون تبنيه، وامتنعت جنوب إفريقيا والهند
والبرازيل ولبنان عن التصويت.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم
المتحدة سوزان رايس إن "الولايات المتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس
تماما" في محاولة التعامل مع "تحد أخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام
الأقليمي".
ونددت بموقف الدول التي رفضت القرار معتبرة أنها "تفضل بيع أسلحة للنظام السوري".
وقالت رايس "اليوم، لجأ عضوان إلى الفيتو ضد مشروع تم تعديله في شكل كبير ولا يشير حتى إلى عقوبات" في إشارة إلى روسيا والصين.
وأضافت
"سأكون واضحة: تعتقد أن الولايات المتحدة أنه حان الوقت ليتحمل هذا المجلس
مسؤولياته ويفرض إجراءات قاسية محددة الأهداف وحظرا على الاسلحة ضد نظام
الرئيس السوري بشار الاسد".
وتابعت رايس "اليوم يستطيع شعب سوريا
الشجاع ان يرى من يدعم تطلعاته الى الحرية وحقوق الانسان العالمية داخل هذا
المجلس ومن لا يقوم بذلك".
وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة
جيرار ارو "لقد تم بذل كل الجهود للتوصل الى اجماع" حول مشروع القرار من
دون جدوى، لافتا الى انه تم تقديم "العديد من التنازلات" لروسيا والصين
والدول التي امتنعت عن التصويت.
من جهته، اعتبر السفير الروسي
فيتالي تشوركين ان مشروع القرار الاوروبي "استند الى فلسفة المواجهة"،
مؤكدا ان التهديد بفرض عقوبات التي سماها القرار "اجراءات محددة الاهداف"
هو امر "غير مقبول".
وهاجم بشدة العمليات العسكرية التي قام بها
الحلف الاطلسي في ليبيا، معربا عن مخاوفه من تكرار هذا الامر في سوريا رغم
التاكيد المتكرر للحكومات الغربية انه لن يتم اللجوء الى خيارات عسكرية في
هذا البلد.
وايد السفير الصيني لي باودونغ مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا مشددا على وجوب انهاء الازمة في سوريا عبر الحوار.
وهذا
الفيتو الروسي الصيني هو الثاني بعد لجوء العضوين الدائمين في مجلس الامن
الى فيتو مماثل لتعطيل العقوبات الدولية التي فرضت على رئيس زيمبابوي روبرت
موغابي في تموز/يوليو 2008.
وكانت بريطانيا وفرنسا والمانيا
والبرتغال تخلت عن كلمة "عقوبات" داعية الى "اجراءات محددة الاهداف" في
مسودة القرار في مسعى لتمريره عبر مجلس الامن.
وتسعى موسكو، حليفة
دمشق التي ترفض منذ اسابيع اي مشروع قرار يتضمن عقوبات، الى اصدار قرار
دولي يركز على ضرورة الحوار السياسي في سوريا وياخذ في الاعتبار لجوء
المعارضة الى العنف.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء ان روسيا ابدت تجاوبا الاثنين مع مشروع القرار قبل ان تبدل موقفها.
من
جهته، ندد السفير السوري لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري امام مجلس
الامن بـ "استهداف" بلاده وقال "إن لغة العداء لبعض السفراء اكدت ما قلناه
من ان بلادي مستهدفة من اعدائها من ناحية المبدأ وليس لاي سبب انساني".
واضاف
ان "هذه اللغة العدائية تكشف النقاب عن حجم التحامل في بعض العواصم
الغربية على بلادي وقيادتها السياسية بسبب مواقف سوريا السياسية المستقلة
عن اجندات تلك العواصم".
واوضح الجعفري ان سوريا تشهد اليوم "مرحلة
جديدة من الارهاب"، متهما بعض الدول "بقيادة حملة دولية للتدخل في شؤون
سوريا باسم حقوق الانسان وحماية المدنيين"، ومشددا على ان "هذه الدول ما
زالت ترفض الاعتراف بوجود جماعات ارهابية مسلحة في سوريا لا بل انها تقدم
الحماية والرعاية لقادة تلك الجماعات".
وخلال القاء الجعفري كلمته، انسحب الوفد الاميركي والسفير البريطاني من قاعة مجلس الامن.
وكانت
كندا شددت الثلاثاء عقوباتها على النظام السوري واستهدفت خصوصا القطاع
النفطي، من دون ان توقف رغم ذلك انشطة مجموعة سانكور الكندية في هذا البلد.
وقال
وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان العقوبات الجديدة تحظر على
الشركات الكندية "استيراد، بيع ونقل النفط او المواد النفطية الى سوريا"،
وايضا "تمويل استثمارات جديدة في القطاع النفطي".
ميدانيا تواصل القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من 2700 شخص منذ منتصف اذار/مارس بحسب الامم المتحدة، وادى الثلاثاء الى مقتل 11 شخصا.
واوقفت السلطات تسعة طلاب في مدرسة الثورة في بانياس الساحلية بعد ان تظاهروا لاسقاط النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت
منظمة العفو الدولية الثلاثاء ان مسؤولي السفارات السورية يعملون بشكل
منتظم على مضايقة المعارضين في الخارج في مسعى لاسكات الاحتجاجات ضد القمع
الدامي للتظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد داخل البلاد.
وحذرت فرنسا الثلاثاء سوريا من اي عمل عنيف او ترهيب في فرنسا بحق معارضين سوريين تعرض بعضهم لاعتداءات في الاسابيع الاخيرة.
من
جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء من بريتوريا
ان بلاده تؤيد صدور قرار في الامم المتحدة يدين القمع في سوريا، كما انها
عازمة على فرض عقوبات على النظام السوري.
وافادت وكالة انباء
الاناضول التركية ان العقيد السوري المنشق رياض الاسعد دعا من العاصمة
التركية انقرة الى الوحدة في مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال رياض الاسعد الذي لجأ الى تركيا انه "على قوات المعارضة في سوريا ان تتحد وترص صفوفها الى ان يسقط النظام" كما اوضحت الوكالة.
واعلنت
الحكومة السورية الثلاثاء الغاء قرار تم اعتماده الاسبوع الماضي حول تعليق
بعض الواردات من الكماليات والسيارات، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية
سانا.